.![Black Wolf]!. عضو نشط
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 26/03/2008
| موضوع: العجب بالنفس 27.03.08 7:31 | |
| العجــــــــــــــــــــــب بالنفس خُلق الإنسان في هذه الدنيا ضعيفاً ، طاقاته محدودة وقدراته معدودة ، لا يستطيع دفع الضر عن نفسه فضلا [size="4"]ً عن أن يرد المصيبة عن ساحته ، لا تأتي قوته في مجابهة ما يجد من شكول الحياة إلا بعميق الإيمان الله وعظيم التوكل عليه وليس ذلك إلا للمؤمن .
فالثقة بالله وأنه المعين القادر والقوي القاهر من علامات الإيمان وتعلق القلب بربه ، إذ لا حول للإنسان ولا قوة له فيما هو خارجٌ عن إرادته ومقدرته .
ومطلوب من المؤمن ألا تتزحزح ثقته بربه قيد أنملة ولا أقل من ذلك ولا أكثر مهما أصابه من البلاء أو واجه من المصاعب فيستعين بالله ولا يعجز ، فهو في كبد ما دام في الدنيا .
فلا يقنط المذنب من عفو ربه { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } ، ولا ييأس المبتلى من روح الله { إِنَّهُ لَا ياَْيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } .
ومع ثقة العبد بربه وتوكله عليه لا يعذره ذلك أن يخلد للتواكل وترك الأخذ بالأسباب ، بل يستثمر طاقاته وقدراته وما سخره الله له من الأسباب الحسية والمعنوية في مدافعة أمور حياته ومجاراة نوائب دنياه . مع عدم تضخيم هذه الأسباب وتعظيم أثرها على قدرة الله وتدبيره وتوفيقه ، فالثقة بالنفس يجب أن يتم ضبط استشعارها ومراقبة ممارستها حتى لا تطغى عن حدها ، فتقع في شراك العجب الذي إن أصابها أعماها عن عيوبها وضعفها ، وأنساها حاجتها الملحة والدائمة لعون ربها وتوفيقه . لكننا اليوم أمام مصطلح يفوق الثقة الطبيعية بالنفس ؛ لطالما سمعنا وقرأنا عنه ألا وهو ما يسمى بـ « قوة الثقة بالنفس » الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة وكُتبت فيه الكتب والمقالات وعقدت لأجله الدورات التدريبية والمحاضرات الإدارية . هذا المصطلح الذي إن تأملنا قليلاً بمنشئه نجد أنه تولد عند الغرب عندما انقطع الحبل بينهم وبين السماء ، فداووا ضعفهم البشري وهوانهم الفطري وانقطاع اتصالهم بالله بهذا المفهوم ، وسخروه لنيل الماديات وحيازة الأوسمة في شتى مجالات دنياهم . فأضيف هذا المفهوم لقواعدهم الإدارية ومعاجمهم النفسية والاجتماعية ، وجاء بعض الباحثين من الأمة فنقلوا ثقافة القوم الإدارية وتجاربهم السلوكية ، دون أن يمحصوها وينقحوها على ضوء مفاهيم ديننا وتعاليم شرعنا ، فأصيبت الثقافة الإسلامية في مجملها ببعض المفردات التي تنخر في علاقة العبد بربه ومجتمعه ، ومنها مفهوم قوة الثقة بالنفس وبالأصح قوة « العجب » بالنفس !
ومن واقع قراءة صفحات التاريخ وأحداثه ؛ فإن من يعيش أجواء هذا المفهوم في حياته سيجد أن نفسه تنقاد للعجب والغرور مع مرور الأيام ، الأمر الذي ينسيها أنها نفس إنسان خُلق ضعيفا .
فقوة العجب بالنفس تدفع الإنسان لتخطي حدود طاقاته، والمبالغة بقدراته وإمكانياته ونسيان قصوره وإهماله ، و مهما فضلَّ الله أقواماً بنعم وعطايا عن غيرهم فليس ذلك مبرراً لهم أن يقعوا في الفخر والغرور بهذه النعم على عباد الله وإلحاق الفساد في الأرض .
كان قوم عاد في زمانهم أشد الناس خلقة وأقواهم بطشاً ، ولذلك أرشدهم نبي الله هود عليه السلام إلى حسن استغلال هذه النعمة { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } إلا أن قوة عجبهم بأنفسهم ونسيانهم نعم الله أعمى بصيرتهم فقالوا { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } .
وعلى نهجهم وخطاهم سار كل جبار وطاغية في الأرض ، فبلغ الغرور فرعون أن نادى في قومه { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } !
واليوم نشهد طغياناً أمريكياً متعجرفا أن لا قوة إلا قوته ولا جيش إلا جيشه ، وهو أمرٌ يعبر عن قوة عجبهم بأسبابهم المادية التي لا تستطيع رد إعصار يحيق بولايتهم أو رصاصة قناص تصيب جنودهم المشردين في العالم .
ختاماً أقول : لا نستطيع تحجيم مفهوم الثقة بالنفس فهو مهم لكل إنسان بالقدر الذي لا ينسيه حاجته الماسة لتوفيق ربه وسداده ، ولا يعميه عن عيوبه ومساوئه ، ولا يغريه بالغرور والإفساد في الأرض .
وصلّ اللهم وسلم على حبيب الخلق والمرسلين | |
|
hbn4450 نائب المدير
عدد الرسائل : 1946 العمر : 31 العنوان : الطريق اللبني ((مجره درب التبانه)) العمل : طالب الهواية : لعب الكمبيوتر + PS2 الدولة : المزاج : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: العجب بالنفس 28.03.08 1:25 | |
| شكرا لك على هذا الموضوع يا صديقي العزيز | |
|
يوسف عضو مميز
عدد الرسائل : 159 تاريخ التسجيل : 29/02/2008
| موضوع: رد: العجب بالنفس 03.04.08 18:55 | |
| | |
|