بسم الله الرحمن الرحيم
حملة عربية لنزع الحجاب
المصدر: اسلام اون لاين
حملة نزع الحجاب وصلت لفيس بوك
في الوقت الذي تظهر فيه من حين لآخر أصوات غربية غير مسلمة تدافع عن حق المسلمات وحريتهن في ارتداء الحجاب، أطلقت عدة مواقع ومدونات عربية على شبكة الإنترنت حملة دولية باسم "اليوم العالمي لنزع الحجاب".
وتأتي الدعوة لنزع الحجاب في الوقت الذي أعربت فيه وزيرة الخارجية اليونانية "دورا باكويانيس" السبت 8-3-2008 عن قناعتها بأن الحجاب لا يهدد العلمانية أو حقوق الإنسان، مشيرة خلال زيارة لتركيا إلى أنه "لا يمكن حمايتهما (العلمانية وحقوق الإنسان) عن طريق حظره (الحجاب) ما دامت النساء ترتدينه بمحض إرادتهن، ومن منطلق حرية الممارسة الدينية".
وجاءت الحملة التي أطلقها السبت 8-3-2008 نحو 30 موقعًا ومدونة علمانية وقبطية وتونسية باللغة العربية ولم تحدد سقفًا زمنيًّا لها، ردًّا على حملة أطلقها نشطاء إنترنت تحت عنوان "اليوم العالمي للحجاب" في فبراير الماضي، بحسب موقع "العربية.نت".
طالع أيضا:
وزيرة يونانية: الحجاب لا يهدد العلمانية
"اليوم العالمي للحجاب" يدين ممارسات تونس
إيطاليا..مبادرة يسارية لدعم الحجاب بالقانون
واستعانت حملة "نزع الحجاب" بصورة امرأة تخلع نقابها وجزءًا كبيرًا من ملابسها، وزعمت أن هذا هو نموذج الحجاب "الذي تريده ولا ترضى بغيره بديلاً"، وذلك ردًّا على مطالبة موقع حركة المقاومة الإلكترونية (حماسنا) المطربة اللبنانية هيفاء وهبي بالاحتشام وارتداء الحجاب.
وكان "حماسنا" قد بدأ حملة "اليوم العالمي للحجاب" في 25 فبراير الماضي، واستمرت لمدة أسبوع، واستهلها بدعوة إلى هيفاء وهبي "لارتداء ملابس محتشمة" قالت إنها ستقوم بتوفيرها بدون مقابل، مع صورة لزوجة الرئيس التركي عبد الله جول مرتدية الحجاب ومحتفية بكونها أول امرأة محجبة تدخل القصر الرئاسي في تركيا منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية، وإعلان الجمهورية العلمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك.
كما نصحت زوجة حارس مرمى النادي الأهلي المصري والمنتخب المصري لكرة القدم عصام الحضري التي ظهرت لأول مرة إعلاميًّا حاسرة الرأس أثناء وجودهما في سويسرا للتعاقد مع نادي "سيون" بالعودة إلى حجابها.
"تدخل في الشئون الخاصة"!
واعتبرت المواقع والمنتديات التي أطلقت حملة نزع الحجاب هذه النصيحة "تدخلاً في شئون خاصة وإرهابًا فكريًّا"، وطالبت كل امرأة وفتاة بخلع حجابها للرد على من وصفتهم "بالأصوليين والإخوانيين الراغبين في تكميم المرأة وحرمانها من حقوقها الشخصية والاجتماعية والدينية".
ومن بين هذه المواقع والمنتديات، منتدى يسمى "حجاب ونقاب وزبالات أخرى" يديره مدون يطلق على نفسه اسمًا مستعارًا هو "حسن الهلالي"، ومدونة لمدون تونسي اسمها "زيزو من جربة (مدينة تونسية)"، كما أطلق المناهضون للحجاب مجموعة على موقع "فيس بوك" الشهير بعنوان "اليوم العالمي لنزع الحجاب" والتي انضم لها حتى الآن أكثر من 400 مستخدم للموقع.
واشتركت جميع المواقع والمدونات المطالبة بنزع الحجاب في نشر رسالة بتوقيع الروائية والأكاديمية اليمنية "د. إلهام المانع" تطالب فيها بخلع الحجاب، وتبرر ذلك بأن "شعرها ليس رمزًا جنسيًّا تخجل منه، وجسدها ليس مسرحًا لتهيؤات شهوانية، وأنها كائن سامٍ بشعرها وجسدها".
وموجهة رسالة عامة للنساء المسلمات زعمت إلهام أن "الحجاب لم يكن يومًا فريضة دينية أو ركنًا من أركان الإسلام؛ ولأنه رمز استعباد المرأة، فليكن يوم 8 مارس يومًا لنزع الحجاب؛ لتوعية المخدوعات بشعارات الإسلاميين بخطر مشروعهم في اضطهادها وتحويلها لعورة ونصف إنسان، وتضامنًا مع اللواتي يجبرن على وضع هذه الخرقة (قطعة قماش) على رؤوسهن".
"ادعم الدانمرك"
كما وضع المشاركون في الحملة صورًا عديدة لنساء يخلعن الحجاب، كما استعانوا بصورة قديمة للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة خلال نزعه لحجاب امرأة.
وقال أحد المشتركين بمجموعة "اليوم العالمي لنزع الحجاب" على الـ"فيس بوك": إنه سيوزع هذه الصورة للمرأة التي تنزع الحجاب وفي طريقها للتعري من معظم ملابسها بقطارات مترو الأنفاق بالقاهرة ردًّا على دعوات التحجب.
وأبرزت الحملة صورة لرجل الأعمال المصري المسيحي نجيب ساويرس الذي وجه قبل عدة شهور انتقادات لظهور الحجاب الإيراني في الشارع المصري، وعلامة مرورية توحي بمنع دخول المحجبات.
كما تضمنت لافتة تقول "ادعم الدانمرك - دفاعًا عن العالم الحر"، في إشارة إلى أزمة نشر رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بصحف دانمركية، وعلقت على ذلك قائلة بأنهم (الدانمركيون) "أحرار في بلادهم، أحرار في أفكارهم".
الأدلة الشرعية
وتعليقًا على هذه الحملة، نقل موقع قناة العربية الفضائية عن محمد السيد رئيس حركة المقاومة الإلكترونية قوله: "تلقينا عشرات الرسائل التي تسبنا وتوجه لنا انتقادات عنيفة، مؤكدة أنهم لن يتركوا لنا الساحة الإلكترونية وسيقومون بمقاومتنا عبر عشرات المواقع والمدونات المتوفرة لهم في العالم".
وأضاف "نقوم بالتصدي لحملة نزع الحجاب بالأدلة الشرعية التي تقول إنه فرض، وإن الهجوم الحالي ضده يحاول الخلط بينه وبين النقاب أو غطاء الوجه، لكننا نؤكد أننا لا نجبر أحدًا على ارتداء الحجاب، بل يخضع لحرية المرأة الشخصية في اختيار لباسها ما دامت تدرك الحلال والحرام".