الإمارات في العصور القديمة
في الثاني من ديسمبر سنة 1971 تكللت بالنجاح جهود صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتحقيق الاتحاد بين الإمارات , وتحققت أعز أمانيه , بإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة , بفضل سعيه الدؤوب مع إخوانه حكام الإمارات , الذين تجمعهم الإرادة الواحدة , والحرص المشترك على مصالح شعبهم حاضرا ومستقبلا. وقد أقبل زايد على بناء الدولة الجديدة بكل ما عرف عنه من إخلاص واقتدار يعاونه إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات الذين تعاهدوا على بذل كل ما فيه خير الوطن والمواطنين , وبرزت دولة الإمارات العربية المتحدة كرصيد عظيم للأمتين العربية والإسلامية , وكإضافة ضخمة لمواردها وإمكانياتها , وتعزيزا لقدراتها على تخطى الصعاب وتحقيق الرفعة والعزة .
ومن هنا فإن يوم الثاني من ديسمبر 1971, ليس فقط مجرد يوم العيد الوطني لدولة الإمارات , بل أنه إلى جانب ذلك أصبح يوما تاريخيا هاما , ونقطة تحول بارزة وعلامة هامة كان لها أثرها البالغ في تطورات الأحداث في منطقة الخليج العربي بأسرها .
وتعتبر التجربة الوحدوية لدولة الإمارات من أنجح التجارب الوحدوية العربية في التاريخ المعاصر التي كتب لها الثبات والصمود بعد عدة تجارب ومحاولات للوحدة أو الاتحاد شهدها تاريخنا العربي الحديث ولم يكتب لها الاستمرار .
وتكتسب التجربة الوحدوية لدولة الإمارات , عظمتها ليس فقط من نجاحها واستمر أريتها , وإنما من شموخ الإنجازات العملاقة التي حققتها المسيرة الاتحادية , على الصعيدين الداخلي والخارجي , طوال السنوات الماضية , حتى أصبحت هذه التجربة بحق نموذجا يحتذى ويهتدى به في التجمعات الوحدوية العربية التي قامت في وطننا العربي بعد ذلك , فصرح الوحدة الشامخ الذي قام على أرض دولة الإمارات ليجمع أبناء الشعب الواحد في دولة واحدة قوية سرعان ما تحول إلى شعار خليجي يدعو إلى الوحدة بين دول المنطقة وشعوبها التي تلتقي في تراث حضاري مشترك وتقاليد ذات جذور تاريخية واحدة .